نهج عقلاني لمعالجة سوء الهضم

عادةً ما يُستخدم مصطلح ’سوء الهضم‘ لوصف حرقة المعدة وكذلك لوصف الشعور بالغازات والانتفاخ بعد الأكل أو أوجاع المعدة أو الامتلاء البطني. تشمل العبارات الطبية التي تصف ’سوء الهضم‘ عسر الهضم الوظيفي (FD)، اضطراب الارتداد المعدي-المريئي (GERD) وعسر الهضم غير الناجم عن القرحة (أو اللا-قرحي) (NUD).

هذه من بين أكثر حالات الشكوى انتشارًا في أمريكا الشمالية، ومع ذلك، لخصت عدة مقالات دراسية في مراجعة هذه الحالة إلى أنّ "نجاعة العقاقير المتوفرة حاليًا في الأسواق، في أفضل الأحوال، محدودة". أشهر هذه العقاقير، ما يُطلق عليها "حاصرات الأحماض‘، والتي تعمل عبر إعاقة إحدى أهمّ العمليات الهضمية في الجسم— منع المعدة من إفراز حمض الهيدرو-كلوريك (HCI).

منع سيئ

في العملية الهضمية، تبدأ أحماض المعدة بهضم البروتين، بالإضافة إلى أنها تأيِّن المعادن والمغذّيات الأخرى لتحسّن من امتصاصها. لكن دون إفرازٍ كافٍ لحمض الهيدرو-كلوريك في المعدة، لا يتلقّى البنكرياس الإشارة اللازمة لإفراز الإنزيمات الهضمية. إلّا أنّ إنتاج وإفراز أحماض المعدة ليست هامّة للعملية الهضمية فحسب. إذ أنها تساعد أيضًا على حماية الجسم من الغزو. إفرازات المعدة قادرة على التغلّب على البكتيريا والفيروسات والأعفان قبل أن تتمكّن من التّسبب بعدوى مَعِدية - معوية. لذا بوسعك أن ترى مدى الضرر الممكن حدوثه للجسم عند استخدام العقاقير حاصرة الأحماض.

النهج الغذائي

مع سوء الهضم المُزمن، يركّز النهج العقلاني على المساعدة في عملية الهضم بدلًا من إعاقة العملية الهضمية باستخدام مضادات الأحماض. وقد يُعزى سوء الهضم لأسباب كثيرة هامة، بما في ذلك الإفراز المتزايد للحمض، وعلى حد سواء، الانخفاض المتزايد في إفرازه. في الحقيقة، يعتقد معظم الأطباء أصحاب التوجهات الغذائية بأنّ نقص الحمض -وليس كثرته- هو الجاني الحقيقي في عديد من الحالات.

تتمثل الخطوة الأولى في التخلص من الأسباب الشائعة للإصابة باضطراب الارتداد المعدي-المريئي وعسر الهضم اللا-قرحي، بما في ذلك، الإفراط في الأكل والسمنة وتناول القهوة والبندورة (الطماطم) والفواكه الحمضية والشكولاتة والأطعمة المقلية والمشروبات الكربونية (الفوّارة) والتبغ والكحول. في الكثير من الحالات، ببساطة، يعتبر الابتعاد عن هذه المُهيّجات أو تقليلها كفيل بتهدئة اضطراب الارتداد المعدي-المريئي أو عسر الهضم اللا-قرحي. وتشمل النصائح الأخرى، تقليل حجم حصة الطعام عند الأكل ومضغ الطعام جيدًا وتناول الطعام باستمتاع في جو هادئ والإمساك عن تناول الطعام قبل ساعتين من وقت الذهاب للنوم.

ومكمّلات حمض الهيدرو-كلوريك قادرة على منح الراحة للكثيرين. تحديدًا، عندما تحدث أعراض حرقة المعدة والانتفاخ البطني والانزعاج والغازات خلال 15—30 دقيقة بعد الأكل، عندها يكون نقصان حمض الهيدرو-كلوريك هو السبب. لكن إذا حدثت مثل هذه الأعراض بعد 45 دقيقة من الأكل، فهذه عادةً ما تكون علامة على نقص إنزيمات البنكرياس. تذكّر بأنّ حمض الهيدرو-كلوريد في المعدة هو ما يُحفز إفراز إنزيمات البنكرياس. لذا أخذ حمض الهيدرو-كلوريك قد يؤدي إلى تحسين إطلاق إنزيمات البنكرياس أحيانًا.

الإنزيمات الهاضمة هي أكثر العلاجات نفعًا لقصور البنكرياس. وجدتُ أفضل النتائج مع الإنزيمات المتعددة (multi-enzymes) من المصادر النباتية. للإنزيمات المتعددة نطاق واسع الفعالية. اتّبع التعليمات على المُلصق لتحديد الجرعة.

طرق طبيعية أكثر لتهدئة حرقة المعدية والارتداد الحمضي

هنالك العديد من الحلول الطبيعية الواعدة لعلاج قرحة المعدة، على الرغم من معرفة القليل عنها. فيما يلي لمحة قد تساعدك.

  • جرّب منتج يحتوي على الزنك وإل-كارنوسين: أُثبتت فاعلية هذه التركيبة المحددة في حماية البطانة المخاطية للمعدة وتهدئتها.
  • امضغ رقاقات DGL: أُثبتت الفعالية العالية لهذه الصيغة المحددة للعرق-سوس في تقليل الارتداد الحمضي وحرقة المعدة، وحتى التقرحات.
  • اشرب عصير ألوفيرا: لعصير نبات الألوة تأثير شافي على القناة الهضمية-المعوية.
  • ارتشف شاي البابونج بعد الوجبات: تبيّن بأنّه يساعد على تقليل التهيّج المريئي.
  • اجعل إنزيمات البابايا القابلة للمضغ اختيارك كـ "علكة نعناع" تتناولها بعد كل وجبة عشاء: الإنزيمات الموجودة في البابايا تساعدك على كبح الانزعاج الهضمي بشكل طبيعي.
  • حاول التخلص من الجلوتين في حميتك الغذائية: يجد بعض الأشخاص بأنّ حرقة المعدة والارتداد الحمضي يختفيان بمجرد التوقّف عن تناول الجلوتين.